مدرستي 2.

يا مدرستي كم اثقلتيني بمدامع الحرمان من حبك فانني لم اعد استطيع عشقك اكثر من الهيام وجعلت من نحري موطني انتمي اليه عند غربتي لكونك نسجت في مخيلتي عند الطفولة صورة قاسية عنك الا انها خجلت من صورة حضن دافء حنون القلب يختلج العين والكلمات فصار الشوق الى الحنو يعبر محطاتي فلا يصبر على دقيقة دون ان يراك ويغرق في هواك
جعلت من لوعتي ماء اروي به عطشي فان فضولي كاد ينهشني الا انك جعلت حبي لك عبيرا ذكيا يتطاير مع نسائم العلم والمعرفة جعلته شعاري الذي افتخر به وغيرت موازين الهم والكتمان لتتفجر اساطير الكلام وتتغنى بك يا حياتي وتتحول من احرف ابجدية تجمعت على الاسطر الى كلمات تخترق فؤادي للتعبير عن احساسي
يا قلب استفق لا تمت بين اضلعي اني لن ارضي نفسي بالمواساة لذلك ان مت فلا تنتظر مني ركود في جوف الحيرة والثورة والغضبان مدرستي ما بك اراك تنهارين في وجداني ام ان هناك صراعا بين الشجون والنيران
قومي بنهضة تجعلك سويا انت والاماني في اوج الجبال تستكنون فوق المرج وتحت السماء فان اطفالك لا يرضيهم ياس يعبث بالامل ويهد كيانك فشعورك بالراحة يعتلي عرش الامان في ذاتهم وحياتهم
لا تظني انني انتظر خنوعا في صميمك الراسخ العزم القوي لا بل انتظر درسا منك في الحياة يقول لي لا تخجل من اخطائك لكونك مصنفا ضمن البشر ولكن اخجل ان تكررها وتدعي بانها فعل القدر تعلمني ان المدرسة بالرغم من انها اطار مقنن ومنظم لا يجب عليه ان يخطا الا انه يخطا في بعض الاحيان
مدرستي انت يا بحر العطاء يا مفتاح للاجيال وعلما للانسان يا اسيرة قوقعة الالتزام بالقوانين والاصول يا شراع الزمان بك استطعت الوصول الى ربوع الاحلام يا روحي نحن امة تراك في القلب حبيبة قوم نطلب منك الكثير ونعطيك القليل لا بد من انها ابكتك ابكاك صوتنا الصغير رغم سخائك الكثير
مدرستي هل ابكتك طعنات توالت هل شعرت بخيبة امل من اطفالك هل تراءى ببالي انين تنامى؟ ان قلت نعم فاني بمستجير من عقاب الايام لا اكثر
مدرستي تعلمت منك حكمة لن انساها في حياتي وموعظة هزتني وجعلتني اسير الدرب ثابتة جسورة انها ان لا تجعل لعينك رمشا ان كان سيودي بك الى ما كان ليس في الحسبان